إعداد مجدي سليمان
تحرير ونشر ليث أبوطالب
نسمع كثيراً عن شركات تم احتضانها ضمن حاضنات أعمال أو مسرعات أعمال، يا هل ترى ما الفرق بينهما ؟ ماذا نقصد باحتضان المشاريع أو مسرعات نمو المشاريع ؟ هذا ما سنجيب عنه في مدونتنا هذه.
الفرق الجوهري بين المسرعات Accelerators والحاضنات Incubators هو بمدة الاحتضان ونوعية المشاريع المحتضنة.
وبالاختصار اللطيف الفرق بينهم هو انه المشاريع والأفكار التي لم ترى النور بعد، تذهب الى حاضنات الأعمال، مثل الطفل الصغير الذي يذهب الى الحضانة في أو سنوات حياته ليجد التوجيه والإرشاد حتى يتخطي الصعوبات التي تواجهه خلال نموه لتقوم بتهيئته وتوفير كافة السبل لرعايته حتى يكبر ويصبح قادراً على الاعتماد على نفسه.
ولهذا تم تسميتها بحاضنة الأعمال لأنها تعامل المشاريع والأفكار مثل الطفل المولود حديثاً من جانب توفير كافة أنواع الدعم لزيادة نسبة نجاح هذه المشاريع والتغلب على التحديات التي تواجهها من خلال المرشدين والأدوات والخدمات التي توفرها هذه الحاضنات.
بعد أن يكبر المشروع ويصبح قادر على الإعتماد على نفسه بعض الشيء، يذهب إلى مسرعات الإعمال التي تساهم بزيادة سرعة النمو بوجود الإرشاد والتوجيه، مثل هذا الطفل الصغير الذي كبر واصبح في فترة المراهقة، يصبح قادر على الإعتماد على نفسه لكن يبقى بحاجة للإرشاد والتوجيه لضمان نجاحه في هذه المرحلة من حياته.
ويعني ذلك، أن الشركات التي تذهب إلى مسرعات الإعمال تكون شركات ناشئة تجاوزت المراحل الأولى للتأسيس واصبح قادرة على الإعتماد على نفسها بعض الشيء لكنها بحاجه للتوجيه في مرحلة النمو والتوسع، لكي تبقى محافظة على قوتها في السوق وطرح المنتجات والخدمات التي تقدمها.
ما الفروقات ما بين حاضنات الإعمال ومسرعات الأعمال ؟
🎯 حاضنات الأعمال Incubators Business 👇
- توفر مكان او مكتب للشركات الناشئة لممارسة إعمالها، بالإضافة إلى مجموعة من الخدمات الإرشادية والتوجيهية التي تساعد الشركات، مثل الأمور القانونية، المحاسبية، التسويق، ... وغيرها.
- تعمل على احتضان الأفكار وتحويلها لمشاريع ناشئة، من خلال عمل نموذج العمل التجاري.
- تركز على الأفكار والإبتكار في المشاريع والحد من العوائق التي تواجهها وتساعدها في الوصول والتواصل مع مستثمرين لدعم المشروع مادياً.
تقدم حاضنات الإعمال خدماتها بمقابل مادي أو بشكل مجاني. أغلب حاضنات الأعمال تعمل بشكل مستقل فمنهم من يتلقى دعم من صناديق استثمار مخاطر وهيئات حكومية وشركات كبرى، مثلاً حاضنات الأعمال في مجال الرعاية الصحية الرقمية تتلقى دعم من مجموعات المستشفيات وشركات الأدوية الكبرى للأفكار في نفس المجال الصحي والطبي على سبيل المثال.
وبعض حاضنات الإعمال بسبب طول مدة الدعم للمشاريع و زيادة الخطورة في المشاريع الريادية تقدم خدماتها مقابل نسبة من اسهم الشركة قد تصل في بعض الأحيان إلى ٢٠٪، وبعض حاضنات الأعمال الاخرى تكون لها اجراءات محددة لقبول طلبات الانضمام لها.
في العادة تبقي المشاريع محتضنة في هذه الحاضنات لفترات مختلفة تتراوح ما بين ٦ - ١٢ شهر، حسب سياسات الحاضنة ونوع المشروع وحاجته للدعم والتوجيه، وأغلب الحاضنات تبقي المشاريع محتضنة لديها إلى حين تأكدها من قدرة هذه المشاريع على الانتقال للخارج والإعتماد على نفسها.
أنواع حاضنات الأعمال:
الحاضنة الإقليمية: هذا النوع من الحاضنات تخدم منطقة جغرافية معينة بهدف تنميتها، وتعمل على استخدام الموارد المحلية من الخامات والخدمات واستثمار الطاقات الشبابية العاطلة عن العمل في هذه المنطقة الجغرافية.
الحاضنة الدولية: تروج لاستقطاب رأس المال الأجنبي مع عملية نقل التقنية مؤكدة على الجودة العالية، وتركز على التعاون الدولي المالي والتكنولوجي بهدف تأهيل الشركات القومية من خلال الشركات الدولية وتعاونها وتطويرها ودفعها بهدف التوسع والاتجاه للأسواق الخارجية.
الحاضنة الصناعية: تكون داخل مناطق صناعية معينة ويتم اختيار هذه المناطق بعد تحديد احتياجاتها من الصناعات والخدمات المساندة، ويتم تبادل المنافع بين المصانع الكبيرة والمشاريع الصغيرة المنتسبة للحاضنة.
حاضنة القطاع المحدد: تعمل على خدمة قطاع أو نشاط محدد مثل البرمجيات أو الصناعات الهندسية أو البيئية وغيرها ويديرها خبراء متخصصين بالقطاع الذي تعمل عليه هذه الحاضنة.
الحاضنة التقنية: وهي حاضنات تكنولوجية هدفها الاستثمار في تصميمات متقدمة لمنتجات جديدة مع امتلاكها لمعدات وأجهزة متطورة، وتستفيد من الأبحاث العلمية والابتكارات التكنولوجية ليتم تحويلها لمشاريع ناجحة.
الحاضنة البحثية: بالعادة ما تكون داخل جامعة أو مركز أبحاث، وتعمل على تطوير الأفكار والأبحاث وتصميمات معموله من قِبل أعضاء هيئة التدريس بالجامعة او حتى من الطلاب.
حاضنة الإنترنت: وهي تعتبر مثل مؤسسة تساعد شركات الإنترنت والبرمجيات الناشئة على النمو حتى تصل لمرحلة النضج.
ويوجد غيرهم من حضانات الإعمال، مثل حاضنات المشاريع العامة غير التكنولوجية، و حاضنات بدون جدران، حاضنات متخصصة في مجالات إبداعية وفنية، حاضنات متخصصة في مجالات تصنيعية وإنتاجية وخدمية متنوعة.
ماذا تقدم حاضنات الأعمال: تقدم هذه الحضانات برامج دعم وإرشاد على المدى الطويل لتحويل الأفكار لمشاريع تجارية وصناعية ناجحة، كما توفر مساحات مكتبية مناسبة للشركات الي يتم احتضانها ضمن معايير معينه مناسبه لنشاط الحاضنة لتتمركز فيها وبأسعار معقولة جداً او مقابل نسبة من أرباح المشروع، وبعض الحضانات توفر مساحة للمختبرات لشركات التكنولوجيا الحيوية المبتكرة.
أمثلة على حاضنات أعمال في الأردن 👇
حاضنة The Tank تابعه لشركة أمنية هي الراعي الرسمي لجائزة الملكة رانيا الوطنية للريادة (QRNEC).
منصة ZINC تابعه لشركة زين للإتصالات.
BIG By Orange تابعه لشركات الأتصالات أورنج
مجمع الملك حسين للأعمال مجمع تاريخي عالي الجودة يوفر مساحات مكتبية متعددة الاستخدامات جاهزة لاستضافة الشركات المحلية والإقليمية والدولية والشركات الناشئة.
الشركة الأردنية للابداع: تغطي خدماتها معظم محافظات المملكة وهي: مركز إبداع الشمال في اربد وحاضنة إربد لتكنولوجيا المعلومات والإتصالات (الرمثا)، ومركز إبداع الجنوب (الكرك)، حاضنة جرش للأعمال وحاضنة مأدبا للأعمال ,بالإضافة الى ثلاثة مكاتب إرتباط هي مكتب إرتباط عمان، مكتب إرتباط المفرق ومكتب إرتباط معان.
iPARK مهمتها احتضان الشركات في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وفي أغلب الجامعات يوجد حاضنة اعمال لطلاب الجامعه نفسها مثل جامعة بترا بالتعاون مع مؤسسة طلال ابو غزالة و حاضنة الاعمال التكنولوجية - مركز الابداع في جامعة فيلادلفيا وغيرهم من الجامعات.
وفي كل غرفة تجارة حاضنة اعمال تابعة لنفس المنطقة مثل غرفة تجارة عمان يوجد بها دارة الريادة وغرفة تجارة العقبة يوجد بها حاضنة أعمال.
آلية الاحتضان 👇
تتكون آلية الاحتضان بالعادة من ثلاث مراحل:
1- مرحلة ما قبل الاحتضان: تستمر هذه المرحلة من 3-4 أشهر وتشمل التدريب على التخطيط للمشاريع، مثل البرامج الني تطرحها المسابقات للأفكار وتعتبر خطة العمل من أهم مخرجات هذه المرحلة.
بعد ذلك يتم اختيار المشاريع والأفكار ليتم احتضانها وعندما يتم احتضانهم تصبح عبارة عن شركات ناشئة في مرحلة مبكرة ويعمل الفريق الريادي القائم على الفكرة على إثبات نجاح المنتج أو الخدمة وقبول العملاء للفكرة وعلى زيادة الاهتمام بالمنتج أو الخدمة التي تقدمها الشركة ويتم تحقيق بعض الإيرادات، المهم أن تعمل على إثبات نموذج عمل الشركة ومدى تقبلها بالسوق.
2- مرحلة الاحتضان: تستمر هذه المرحلة من سنتين الى ثلاث سنوات وفي بعض الأحيان إلى أكثر من ذلك، وهي مرحة العمل الفعلي والحصول على الخدمات التي تقدمها الحاضنة، وتشمل خدمة توفير المكان والمكتب داخل الحاضنة للشركات المحتضنة او خدمة الاحتضان الافتراضي مبدأها يمكن الرياديين من اقامة مشاريعهم في المكان الملائم لمشاريعهم مع حصولهم على كافة الخدمات التي تقدمها الحضانة، مثل الدعم والارشاد وتقديم النصائح والاستشارات والتشبيك مع الجهات لتحسين عمل المشروع ويتم متابعة المشاريع عن طريق زيارات دورية لمواقع المشاريع، وتنتهي هذه المرحلة عندما تحقق الشركة المؤشرات والأهداف التي تم الاتفاق عليها في خطة العمل.
3- مرحة التخرج: وهذه المرحلة تستفيد منها الشركات المتخرجة من الاحتضان من فرص التمويل والتطوير والتدريب على المستويين المحلي والاقليمي والتشبيك مع المستثمرين واصحاب شركات التمويل لكي يستمر تطور المشروع وتشغيله في السوق.
ولهذه المرحلة يكون الطفل "الفكرة" قد تحول لمشروع وكبر واصبح قادراً على الاعتماد على نفسه واصبح قادراً على الانطلاق والتوسع، ومن هنا يصبح له الخيار بالانطلاق وحده أو الانضمام لمدرعات الإعمال.
🎯 مسرعات الأعمال Business Accelerators 👇
تقدم المسرعات نفس خدمات الحاضنات وتقدم معها الدعم المادي بشكل مباشر والتوجيه للتوسع بشكل اسرع للشركة شرط ان تكون هذه الشركات مسجله رسمياً ومعها سجل تجاري و رقم وطني للمنشأة.
تعمل المسرعات على تسريع نمو الشركة الناشئة التي اصبحت موجودة فعلياً على أرض الواقع، وهدفها هو مساعدة الشركات الناشئة على تحقيق النمو الذي يحتاج إلى سنتين في العادة من خلال أشهر فقط، وفترة العمل عند مسرعات النمو يتراوح بين شهر و 6 أشهر لانها تقوم بتسريع نمو المشاريع بشكل هائل في هذه الفترة فبالتالي تقوم باختصار الوقت على المشاريع.
عند الانضمام لمدرعات الأعمال يتم التوضيح بالعقد تكوين شراكة بالتعاون مع اصحاب الشركة الناشئة او المشروع او حتى صاحب الفكرة والنسبة تتراوح بالعادة ما بين ١٠ - ٢٠٪ من أسهم الشركة.
أنواع مسرعات الأعمال:
مسرعات أعمال هدفها الربح وهي التي تقوم باستثمار في المشاريع والشركات التي تهدف الى الربح مع الحصول على نسبة ربح.
مسرعات أعمال هدفها غير ربحي، هدفها الأساسي هو تنمية المجتمع وتطوير المشاريع فيه، مثل منصة انديفر الأردن مقرها الرئيس في مدينة نيويورك ولها مكتب فرعي في الأردن.
ماذا تقدم مسرعات الأعمال: تقدم المسرعات خدمات شبيه من حاضنات الأعمال لكن بشكل متقدم عن طريق معسكرات التدريب السريعة والمكثفة والتي يمكن أن تستمر من ثلاثة إلى تسعة أشهر، كما بتوفر مساحات لقاءات مع أصحاب شركات كبرى بهدف التشبيك ما بين الشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، وتؤمن قاعات ولقاءات ومقابلات اعلامية محلياً وعالماً كنوع من التسويق للشركات.
أمثلة على مسرعات نمو الأعمال في الأردن 👇
- صندوق اويسس 500 مقرها في مجمع الأعمال.
- جمعية إبداع: وهي مسرعة أعمال تحت مظلة مشروع "تسارع الاردن" الذي تشرف عليه وتديره شركة المتكاملة لتنمية المشاريع الريادية "فينتشر اكس" VentureX الذي يعمل على اطلاق مجموعة من مسرعات الاعمال المتخصصة في قطاعات حيوية متنوعة منها القطاع الثقافي والصحي والسياحي والزراعي وغيرها.
- مسرعة حصاد، تأسست بهدف المساهمة في بناء بيئة داعمة ومحفزة تلتقط الأفكار المميزة بهدف خلق شركات قادرة على النمو والتأثير وتسريع تطور الاقتصاد الأردني. وبشكل خاص المشاريع التي تعنى بالتكنولوجيا المساندة للقطاع الزراعي.
ألية التسريع 👇
1- قبول أفكار المشاريع التي تهدف لتحقق ربح في المقام الأول.
2- تقوم بتكوين شراكة مع اصحاب الشركة الناشئة.
3- بعدها يتم الاتفاق على نسبة الربح من المشروع بين الطرفين وتختلف النسبة من مشروع لمشروع آخر لكن بالعادة تكون ما بين ١٠ - ٢٠٪.
4- الاستمرار بالبرنامج الذي يمتد ما بين شهرين الى ٦ أشهر في العادة، وقد يكون أكثر أو أقل بناءً على المشروع، والهدف الاساسي من البرنامج التوسع بأسرع وقت ممكن في الأسواق.
أنواع البرامج في مسرعات الأعمال 👇
1- برنامج النمو (Seed Programs):
البرنامج يستمر لمدة شهرين أو 4 أشهر ويركز على الأفكار وحتى الشركات الناشئة الأقل تطورًا لكي تساعدها في بناء أسس المشاريع التجارية قبل منحها الفرصة لعرض أفكارها على المستثمرين.
2- برنامج المرحلة الثانية (Second-stage Programs):
البرنامج يستمر لحد 6 أشهر ويتم التركيز فيه على الشركات الناشئة الأكثر تطورًا، لحتى تربطها مع مجموعة كبيره من الفرص الاستثمارية سواء محلياً او دولياُ ويتم تنظيم هذه الشركات حسب القطاع أو الإقليم.
هنالك العديد من النقاط المشتركة بين الحاضنات والمسرعات في العديد من المجالات، مثل التسويق أو الادارة المالية، أو توفير كادر استشاري أو رقابي متخصص بموضوع قانون الشركات، أو توسيع العلاقات بين المستثمرين.
للمزيد من التفاصيل حول الموضوع بإمكانكم التواصل مع الريادي الأردني مجدي سليمان المختص في مجال تمكين المشاريع الريادية الناشئة من خلال البريد الإلكتروني التالي